أرجوك أمطري…!!

كان القطار يتمايل على السكة في كسل كأنه إستيقظ تواً من أحلى نومة، لم يكن يشغله أن معظم الركاب حانقون حد الصراخ على التأخير الفظيع في موعد الانطلاق … قطاراتنا تشبهنا … هناك دائماً متسع من الوقت !

كنت أتشبت براوية إحسان بكلتا يدي … دفنت وجهي بين دفتيها، لم أكن أريد أن أكلم أحداً أو يكلمني أحد … ولم يكن راكبو القاطرة أكثر مني حماساً لحديث صباحي فكل واحد منهم يسبح في ملكوته في صمت … لذا اطلقت فكري يمرح في حدائق إحسان و ظل جسدي يتمايل مع القطار … في كسل !

كم هي شهية صباحات الربيع … وتلك الحقول الممتدة … خضراء يانعة تدعوك لقيلولة تحت قبة السماء … تنسى فيه برد الشتاء … وتكسر ذاك الجليد الذي نما على جذور شجرة الحياة … هل تتغير نكهة الحياة بتغير الفصول ؟ هل يجب أن نكتئب في الشتاء … ننشرح في الربيع … نمرح في الصيف و نصمت في الخريف ؟ هل تفرض علينا درجة الحرارة ولون السماء نص النشرة الجوية لمزاجنا ؟ أم أن العكس صحيح ؟ لو كان العكس صحيحاً فتلك مصيبة !!

سيكون هناك أناس كل سنتها ربيع … أو معظمها !!

وأناس معظم سنتها شتاء … أو كلها !!

كان صوت القطار أكثر إزعاجاً من المعتاد … أحسست بأزيزه يلعب على أوتار نفسي قطعة مملة كلون القطار البرتقالي !

لم أكن أرى الاخضرار من حولي … عفواً ربما هو الذي لم يكن يراني … كلانا كان يتجاهل الأخر …

تنفست بعمق … حاولت أن المس الربيع … حاولت أن أرى تلك الحقول المخضرة … أرهفت سمعي لصوت البلابل ….

لم أكن أرى سوى لون جدران القطار البرتقالي … ولم أكن أسمع سوى صوت إحتكاك عجلاته الحديدية …

هل يتحكم عقلنا في أحاسيسنا ؟ لو كان ذلك صحيحا لشعرت بالربيع من حولي … سيكون ذلك هو الشعور الصحيح !

لكنني لا زلت أشعر بلفحة الشتاء … وكدت أصدق أنني رأيت غيمة في السماء …

ستمطر … اتمناها أن تمطر … أريد أن يحس كل الناس بالشتاء الذي يلف قلبي …أريده أن يبلل ملابسهم ووجوههم … ليس عدلاً أن ينتقل الجميع إلى الربيع ويتركوني وراءهم أحسب قطرات المطر التي تهطل في خيالي …

أرجوكي امطري … !!!

تعليق واحد (+add yours?)

  1. غير معروف
    أفريل 26, 2010 @ 15:07:52

    j
    وأناس معظم سنتها شتاء
    merci

    رد

أضف تعليق